الصدق مع الله | علامات المؤمنين

الصدق مع الله | علامات المؤمنين
الصدق مع الله














‘‘الصدق مع الله في الدعاء‘‘

‘‘ثمرات الصدق مع الله‘‘


الصدق مع الله جل وعلا من أعظم المواضيع التي يُتكلم فيها حيث أنها مرتبة رفيعة من بلغها فقد فاز وتظهر حقيقة الصدق مع الله في طاعة الله جل جلاله، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، فطاعة الله تكون بتوحيده سبحانه بالعبادة، والكفر بكل ما يُعبد من دونه، وامتثال أوامره بتحقيق الطاعات والابتعاد عن المعاصي والمحرمات، ولا يُقبل ذلك إلا بالإخلاص له تعالى سواء في فعل الطاعة أو ترك المعصية، ولهذا كان المخلص لله سبحانه من عباده المقربين وأوليائه الصالحين.
وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم تكون باتباع هديه وسنته ومحبته ومحبة ما جاء به، لأنه صلى الله عليه وسلم مُرسل من ربه سبحانه ومُبلغ عنه، فطاعته طاعة لله، ومعصيته معصية لله. وقد أمر الله سبحانه أهل الإيمان: أن يكونوا مع الصادقين فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119] وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ   [النساء: 69] فهم الرفيق الأعلى وحسن أولئك رفيقا ولا يزال الله يمدهم بأنعمه وألطافه ومزيده إحسانا منه وتوفيقا ولهم مرتبة المعية مع الله كما ينالون منزلة القرب من الله سبحانه وتعالي.


‘‘بيان الصادقين مع الله‘‘

قد بَينَّ الله تعالى الصادقين في آية، وهي قوله عز وجل : (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَة وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْس) ثم قال سبحانه بعد هذه الأوصاف كلها: (أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) ]البقرة/ 177 [.
ما ذُكر هو حقيقة الصدق مع الله، ومع الخلق؛ لقوله تعالى: (أولئك الذين صدقوا)؛ فصِدْقهم مع الله: حيث قاموا بهذه الاعتقادات النافعة: الإيمان بالله، واليوم الآخر، والملائكة، والكتاب، والنبيين، وأنهم أقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وبذلوا المحبوب في هذه الجهات، وأما صدقهم مع الخلق: يدخل في قوله تعالى: (والموفون بعهدهم إذا عاهدوا)، وهذا من علامات الصدق، ولهذا قال تعالى: (أولئك الذين صدقوا) فصدقوا في اعتقاداتهم، وفي معاملاتهم مع الله، ومع الخلق.


 ‘‘الصدق مع الله، كيف يكون‘‘

ويكون المسلم صادقاً مع ربِّه سبحانه وتعالى إذا حقَّق الصدق في جوانب ثلاثة: الإيمان والاعتقاد الحسَن، والطاعات، والأخلاق، والصادق مع الله هو من حقق هذه الجوانب على الوجه الذي أراده منه ربه سبحانه وتعالى، ومنه الصدق في اليقين، والصدق في النية، والصدق في الخوف منه تعالى والصدق في الاخلاص وليس كل من عمل طاعة يكون صادقا حتى يكون ظاهره وباطنه على الوجه الذي يحبه الله تعالى.


 ‘‘قول ابن القيم في شأن الصادقين مع الله‘‘

الصدق مع الله " أجل أنواع الصدق، ويقول ابن القيم رحمه الله:
ليس للعبد شيء أنفع من صدقه ربَّه في جميع أموره، مع صدق العزيمة، فيصدقه في عزمه، وفي فعله، قال تعالى: (فإذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا الله لَكَانَ خَيْراً لَهُم) فسعادته في صدق العزيمة، وصدق الفعل.
فنسأل الله أن يحشرنا مع الصادقين معه يوم القيامة إنه ولي ذلك والقادر عليه.

هناك تعليق واحد:

  1. اللهم اجعلنا من الصادقين في أقوالهم وأفعالهم

    ردحذف