فضل ذكر الله -تعالي- /المداومة على الذكر

فضل ذكر الله -تعالي- 

‘‘فضل ذكر الله -تعالي- ‘‘

‘‘أحاديث فضل ذكر الله -تعالي- ‘‘

‘‘أهمية ذكر الله -تعالي- ‘‘

‘‘المداومة على ذكر الله -تعالي- ‘‘

‘‘فوائد ذكر الله -تعالي- والاستغفار‘‘

‘‘ثواب الذاكرين‘‘

إن أزكى الأعمال وخير الخصال وأحبَّها إلى الله -عز وجل- ذكر الله تعالى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فيضربوا أعناقكم وتضربوا أعناقهم"، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "ذكر الله تعالى". الذّاكرون الله تعالى هم السباقون في ميدان السير إلى الله والدار الآخرة.

ذكر الله -تعالي- جالب للنعم، جالب للنعم المفقودة، وحافظ للنعم الموجودة، فما استجلبت نعمة وما حفظت نعمة بمثل ذكر الله تبارك وتعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7]ذكر الله -عز وجل- محطُّ الأوزار وتكفير السيِّئات ورفعة الدرجات، وعلو المنازل عند الله تبارك وتعالى، فما حُطَّت الأوزار بمثل ذكره سبحانه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "ما عمل آدمي عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله تبارك وتعالى"، وثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: "من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر".

والذاكرين هم عباد الله الذين أعدّ الله لهم النزل الكريمة والثواب العظيم، ﴿ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 35] ذكر الله حياة القلوب، فلا حياة لها إلا به، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت". وليس للقلوب قرار ولا طمأنينة ولا هناءة ولا لذة، ولا سعادة إلا بذكر الله تعالى، ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]، ذكر الله تعالى هو الفرج بعد الشدَّة، واليسر بعد العسر، والفرح بعد الغم والهم، وهو تفريج الكربات، وتيسير الأمور، وتحقق الراحة والسعادة في الدنيا والآخرة، وما عولج كرب ولا أزيلت شدَّة بمثل ذكر الله تبارك وتعالى، وقد كان نبينا عليه الصلاة والسلام يقول في الكرب: "لا إله إلا الله العظيم، لا إله إلا الله الحليم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم"، ويقول عليه الصلاة والسلام: "دعوة ذي النون: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، ما دعا بها مكروب إلا فرَّج الله كربه".

إنّ ذكر الله -تعالى- غراس الجنة فما غرست الجنة بمثل ذكره، يقول عليه الصلاة والسلام: "من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة" ذكر الله - تعالي - كلمات خفيفة على اللسان لا تكلّف العبد جهدا، ولا يناله منها مشقة، إلا أن لها ثواب عظيم وأجر جزيل، وهي حبيبة إلى الله عزَّ وجلّ. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم". وذكر الله -عز وجلّ- هو الطارد للشياطين والمخلِّص من وساوسها وشرورها وكيدها وحبائلها ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [فصلت: 36]، ﴿ وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ﴾ [المؤمنون: 97، 98]، ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ [الأعراف: 201] ﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴾ [الزخرف: 36].

ذكر الله تعالى غاية الصالحين ومنتهى أمل الصادقين، من لزمه فهو في أنس دائمٍ وخيرٍ عظيم! إن ثمار الذكر على أهله، وفوائده على أصحابه المحافظين عليه لا تعدُّ ولا تُحصى وأخيرًا أخي اجعل من ذِكر الله تعالى أنيسك وجليسك؛ فإنك إن فعلت ذلك كان ذكر الله أنيسك في قبرك غدًا، كما هو أنيسك في دنياك اليوم. اجعل من ذِكر الله تعالى راحتك إذا أزعجتك الحياة؛ فإنك لن تجد لقلبك دواءً أشفى من ذكر الله تعالى، ولن تجد أسعد للنفس من ذِكر الله تعالى .. ومهما التمس الناس من أسباب الترفيه ليُروِّحوا عن النفوس فلن يجدوا أروحَ لها من ذِكر الله تعالى! فالزم أخي ذِكر الله تعالى تجد الأنس في القلب والراحة في النفس والسعادة في الدنيا والآخرة!.