فضائل الصلاة علي النبي -صلي الله عليه وسلم-

فضائل الصلاة علي النبي -صلي الله عليه وسلم-

‘‘فضائل الصلاة على النبي‘‘

‘‘كنوز الصلاة علي النبي‘‘

‘‘فضل الصلاة على النبي في قضاء الحوائج‘‘

‘‘فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة‘‘

‘‘فضل الصلاة على النبي في استجابة الدعاء‘‘



محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم حب ما بعده حب؛ حب يسكنُ القلب ويتغلغل فيه يلامس فيه إحساسه وكأنه جزءٌ منه، حبٌّ تسري أنواره بين حنايا القلوب فتملؤها نوراً وضياءً وهُدى. إحساس يغمرنا بفيض حبِّك حين سألك أصحابك أوليس نحن إخوانك؟ قلتَ يا حبيبنا لهم: "أنتم أصحابي ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني"، ما أجملها من كلمات تستوطن القلب فتحول صحراءه جنة من عظيم صدقِها . بأبي أنتَ وأُمي يا من تهتزُّ له القلوب شوقاً وتخفق بذكره طرباً يا رسول الله بأبي أنتَ وأُمي أيُّ قلبٍ كقلبِك ، نشهدُ الله يا حبيبنا على حبك، نشهده على حبك ما حيينا، ولأنتَ حياتُنا ولأنتَ الأغلى ما بقي لنا وأغلى ما لدينا، ولأنت والله أحب إلينا من أنفسنا التي بين جنبينا، فلولاك بعد الله ما كنا من أصحاب الصراط المستقيم والهدي القويم، ولولاك ما رأينا نور الهداية. ما أتعس من لم يعرفك ولم يعلم بقدرِك وشرفِ عظمتِك.


إن للصلاة على يا النبي أحبابي الكثير من الفضائل العظيمة في الدنيا والآخرة، ومنها أنها تكون طاعة لله تعالى، وامتثال لأوامره، لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، فينال المسلم أجر وثواب طاعة الله سبحانه، ويقتدي به في الصلاة على النبي، كما أن في الصلاة على النبي تعظيماً له صلى الله عليه وسلم، وتكميلاً للإيمان، وزيادةً في الحسنات، وتكفيراً للسيئات. قال الله -عز وجل- للذاكرين، قوله تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ)، وذكر الله يشمل الطاعات بكل أنواعها، والصلاة على النبي من أعظم أنواع الذكر والعبادة لله، ولو لم يكن للذكر إلا هذا الفضل لكفى به شرفاً.


 الصلاة على النبي تدلّ على الجود، فقد بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- في بعض الأحاديث أن الذي لا يذكر النبي عند ذكر اسمه فهو بخيل، لقول النبي: (رغِمَ أنْفُ رجلٍ ذكِرْتَ عندهُ فلم يُصِلّ عليّ)، فينبغي على المُسلم المُبادرة إلى الصلاة على النبي عند ذكره. دلالة على توقير النبي، وزيادة في محبته، لقول الله تعالى: (لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)، ومعنى توقير النبي تشريفه وتكريمه وتعظيمه، والصلاة عليه من أعظم أنواع التوقير والتشريف له. سببٌ في استجابة الدُعاء، فلا بد للمُسلم أن يأخذ بأسباب الاستجابة، ومن أعظم هذه الأسباب الابتداء بحمد الله، ثم الصلاة على النبي. وأيضًا الصلاة علي النبي سببٌ لمغفرة الذنوب، والتخلُص من الهُموم، فقد قال أحد الصحابة -رضي الله عنهم- للنبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه سيجعل كُل ذكره بالصلاة والسلام عليه، فبشّره النبي بالمغفرة وإزالة الهم، فقد جمعت الصلاة على النبي بين خيري الدُنيا والآخرة.


 علامةٌ من علامات الإيمان، لحديث النبي: (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ)، والمحبّة المُطلقة للنبي تكون باتّباعه بِكل ما أمر، والابتعاد عن كُلّ ما نهى، والصلاة عليه من الأمور التي تُنمّي هذا الحب. كما بيّنت العديد من الأحاديث عِظم الصلة بين النبي ومن يُصلّي عليه، وذلك لأن الصلاة على النبي تصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (ما من أحدٍ يسلِّمُ عليَّ إلَّا ردَّ اللَّهُ عليَّ روحي حتَّى أردَّ عليهِ السلامَ)، وهذا الحديث مما يحفّز المُسلم على الإكثار من الصلاة على النبي وخاصةً يوم الجمعة. سببٌ في صلاة الله على من يُصلّي على النبي، ورفع الدرجات في الجنة يوم القيامة، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى اللَّهُ عليهِ عشرَ صلواتٍ، وحُطَّت عنهُ عَشرُ خطيئاتٍ، ورُفِعَت لَهُ عشرُ درجاتٍ)، فالسعيد من لازم الصلاة على النبي، فهي مصدرٌ لزيادة الحسنات التي تُثقل الميزان، وتكفير الذنوب، ورفع الدرجات في الجنة. سببٌ في القُرب من النبي، لقوله عليه الصلاة والسلام: (أولى النَّاسِ بي يومَ القيامةِ أَكثرُهم عليَّ صلاةً).فاللهم اجعلنا في رفقة نبيك -صلي الله عليه وسلم- ونجّنا بصلاتنا عليه في الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين.

ليست هناك تعليقات