أرض النفاق | الفيس بوك!!

الفيس بوك أرض النفاق

أهلا بكم في أرض النفاق؛ هذا حالنا مع الفيس بوك وهي أرض النفاق والعالم الافتراضي الذى أصبحنا نتقابل فيه بعيدا عن الواقع الأليم لنا وظروفنا الصعبة فأصبح الفيس بوك هو الزنزانة العصرية حيث يقوم الفرد منا بفعل الأخطاء ويحكم على نفسه بالعزلة فهو الجاني وهو المجنى عليه وهو القاضي وهو المتهم وهو السجّان وهو المسجون يدخل الإنسان هذه الدوامة ولا يفيق منها إلا بنفاذ بطاريات الهاتف.

ولما لا وكلا منا وجد فيه ضالته فهو أفضل مسرح يلعب عليه الفرد أدوار متعددة فهو أمام العامة ذلك الفرد التقى النقي المسبح المستغفر إذا قرأت ما يكتب شعرت وانه يصعد الى السماء بأفعاله، وهو الناقد الساخر من المجتمع على الرغم من مسخرة ما بداخله

وهو الصادق الذي لا يكذب ولا يتلون ولا يتغير، وهو صاحب الرأى الحر والفكر الصائب.

أما على الخاص فهو الفاسق الماجن الكذّاب المتلون الشاذ العاشق الولهان الخائن المخوّن الفاسد المفسد الضالّ المضلّ. ما رأيكم إخواني! ألم نجد فيه ضالتنا جميعا؟ الم نجد فيه ما حرمتنا الايام؟

الم يكن تمرد على الواقع؟ الم يمثل اعتراضا على قضاء الله وقدره والعياذ بالله؟ الم يكن مكان للشكوى وبث الالم والحزن؟ ما نفعله بأنفسنا هي ادوار نؤديها بإخراج وتأليف وتمثيل ذاتي أما المتفرج فهو عدد هائل من الاصدقاء الذين يملكون الاستعداد المسبق لتصديقك وذلك في مقابل تصديق كذبهم ايضًا، والتصفيق الحاد لأدوارهم القادمة.

افيقوا يا ساده هذا العالم ضرب كل جميل بداخلنا بأسلحة فتاكة فما شاهدته كان عجيب هذا المساء؛ جلست في أحد الكافيهات مع أحد الأصدقاء وعلى الطاولة المجاورة؛ حضر ثلاث من الشباب ينظرون في شاشات الهواتف ولا يكلموا بعضهم وجلس كل منهم على كرسي يتصفح الفيس بوك وتعجبت اكثر عندما علمت أنهم يحدثون بعضهم بالشات دون النظر لبعضهم البعض إلا بعض الضحكات والهمهمات أهكذا اصبحت الصداقة؟!!.