أوصاف الجنة ونعيمها
الجنة ونعيمها |
‘‘الجنة في الإسلام‘‘
‘‘صفات الجنة‘‘
‘‘الجنة ونعيمها‘‘
‘‘الحياة في الجنة‘‘
‘‘أوصاف الجنة‘‘
‘‘وصف أهل الجنة‘‘
الجنة يا أحبابي نور يتلألأ، وريحانة
تهتز، وقصر مشيد، ونهر فيّاض، وفاكهة ناضجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة، وفيها
ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وهي دار الاستئناس، هيأها الله
تعالى لمن اتبع شرائعه، وخالف هواه، واتخذ القرآن الكريم منهجه، وجعل السنة
النبوية مرجعه، فالحياة في الجنّة هي غاية كل من ترك ملذات الدنيا، فكانت له
الجنّة دار راحة ونعيم.
والجنة يا أحبابي ليس فيها ليل ونهار،
وإنما هو نور دائم، ويقول ابن تيمية في هذا الموضوع الجنة ليس فيها شمس ولا قمر،
ولا ليل ولا نهار، لكن تعرف البكرة والعشية بنور يظهر من قبل العرش، وريح الجنة
عبقة زكية تملأ جنباتها، وهذه الرائحة يجدها المؤمنون من مسيرة أربعين عاما.
عن أبي هريرة رضي اللَّه
تعالى عنه قال: قلنا يا رسول اللَّه: ممّ خُلقت الجنة؟ قال: “من الماء قلنا: أخبرنا
عن بناء الجنة؟ قال:)“لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها: أي طينها، المسك الأذفر
وترابها الزعفران وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، ومن يدخلها ينعم ولا ييأس، ويخلد ولا
يموت ولا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه.” وصدق الله حيث يقول: }وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ
رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا{ وما أخفاه الله عنا من نعيم الجنة شيء
عظيم لا تدركه العقول.
وفي الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه
عليه وسلم أنه قال: “إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام ولا يقطعها،
اقرءوا إن شئتم “وَظِلٍّ مَمْدُودٍ” وفي الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت
ولا خطر على قلب بشر اقرؤوا إن شئتم “فَلا تَعْلَمُ
نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ الآية“.
وعن أبي موسَى رضي الله
عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قالَ: «إنَّ للمؤمِن في الجنة لخيمةً من
لؤلؤة واحدةٍ مجوفة طولها في السماء ستون ميلاً للمؤمن فيها أهلُون يطوفُ علِيهمْ
فلا يَرَى بعضُهم بعضاً»، (متفق عليه). وفي صحيح مسلم عن
أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: «إنَّ أوَّلَ
زُمْرَةٍ تدخلُ الجَنةَ على صُورةِ القمر ليلةَ البدْرِ، ثم الذينَ يلونَهُمُ على
أشَدِّ نجمِ في السماءِ إضاءةً، ثم همْ بعَدَ ذلك منازلُ لا يتَغَوَّطُونَ، ولا
يبولُونَ، ولا يمتخِطون، ولا يبصُقون، أمشاطُهُم الذهبُ، ومجامِرُهم الأُلوَّة،
ورشْحُهمُ المِسْكُ، أخلاقُهم على خَلْقِ رجلٍ واحدٍ على طولِ أبيْهم آدمَ ستُون
ذِراعاً». وفي روايةٍ: «لا اختلافَ بينَهم ولا
تباغِضَ، قلوبُهُم قلبٌ واحدٌ يسبِّحونَ الله بُكرةً وعشِياً». وفي روايةٍ:
«وأزُواجُهُم الحورُ العِين».
ومما ورد عن الله عز وجل في أهل الجنة أنّ اللَّه تعالى يقول لملائكته: أطعموا أوليائي، فيؤتى
بألوان الأطعمة فيجدون لكل لقمة لذة غير ما يجدون للأخرى، فإذا فرغوا من الطعام
يقول اللَّه تعالى لهم: اسقوا عبادي، فيؤتى بأشربة فيجدون لكل نفس لذة بخلاف
الأخرى، فإذا فرغوا يقول اللَّه تعالى لهم: أنا ربكم قد صدقتكم وعدي فسألوني
أعطكم؟ قالوا: ربنا نسألك رضوانك مرتين أو ثلاثاً، فيقول: قد رضيت عنكم ولدي
المزيد، اليوم أكرمكم بكرامة أعظم من ذلك كله فيكشف الحجاب فينظرون إليه ما شاء
الله، فيخرُّون له سجداً فكانوا في السجود ما شاء الله، ثم يقول لهم ارفعوا رؤوسكم
ليس هذا موضع عبادة، فينسون كل نعمة كانوا فيها، ويكون النظر أحب إليهم من جميع
النعم، ثم يرجعون فتهيج ريح من تحت العرش على تل من مسك أبيض فينثر ذلك على رؤوسهم
ونواصي خيولهم، فإذا رجعوا إلى أهليهم يرونهم أزواجهم في الحسن والبهاء أفضل مما
تركوهن فيقول لهم أزواجهم: إنكم قد رجعتم على أحسن ما كنتم).
ومن أفضل الأشياء وأعظمها في الجنّة هي
مرافقة حبيبنا وقدوتنا ونبيّنا محمد صلي الله عليه وسلم ومن أفضل الأمور التي تعين
على مرافقته كثرة الصلاة والسلام عليه، فمن أحب شيئا أكثر من ذكره، وروى عَبْدُ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، أَنَّ
رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ
القِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاَةً"
‘‘وصف
أهل الجنة‘‘
أمّا عن أوصاف أهل الجنة فهم الذين
اتَّقوا ربَّهم باتخاذ الوقايةِ من عذابهِ عندما قاموا بما أمَرهم بهِ طاعةً له وَرَجَاءً
لثوابِه، وتركِوا ما نهاهُمْ عنه طاعةً لَهُ وخوفاً من عقابه.
وهُمْ الذين ينفقونَ ما أُمِروا
بإنفاقِه على الوجهِ المطلوبِ منهمْ مِنَ الزكاةِ والصدقاتِ والنفقاتِ على مَنْ له
حقٌ عليهم، والنفقاتِ في الجهادِ وغيره من سُبُل الخيرِ، وينفقونَ ذلك في
السَّراءِ والضَّراءِ.
وهم
الذين حاضرةٌ
قلوبُهم ساكنةٌ جوارحُهم يستحضرون أنهم قائمونَ في صلاتهِم بينَ يدي الله عزَّ
وجلَّ يخاطِبونَّهُ بكلامه، ويتقربُون إليهِ بذكرهِ، ويَلجؤُون إليه بدعائِه، فهم
خاشعُون بظواهِرِهم وبواطِنِهم.
فأنت يا أخي الآن في دار المهلة وفي دار
العمل، وهكذا أنت يا أختي في دار المهلة وفي دار العمل، وهكذا أنا أيضًا فالواجب
علينا جميعًا تقوى الله سبحانه وتعالى وذلك بتوحيده والإخلاص له في جميع الأعمال.
والإنسان يتوجه بقلبه إلى الله ويخلص
عمله لله كما قال سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا
لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ
وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [البينة:5]، ويقول
سبحانه: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ
أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ [الزمر:2-3]، ومن أهم المهمات أيضاً
الحذر من جميع المعاصي.. والإنسان يحاسب نفسه في أداء فرائض الله والإكثار من طاعة
الله، ويحاسب نفسه في الحذر من محارم الله ومعاصيه، يرجو ثوابه ويخشى عقابه سبحانه
وتعالى حتى يحظى بأجمل جائزة وأطيب مكافأة ألا وهي الجنة.
الحياة في الجنة
اللهم ادخلنا الجنة برحمتك يا أرحم الراحمين
ردحذف