العادة السرية - كيف اقلع عنها

العادة السرية

‘‘كيف اتوب الى الله من العادة السرية‘‘

‘‘تكفير ذنب العادة السرية‘‘

‘‘علاج العادة السریة بالقرآن‘‘

‘‘هل يغفر الله ممارس العادة‘‘

من المعلوم أن الله الذي خلق الإنسان وركب فيه الشهوة ، عليم سبحانه بضعفه أمامها ، لذلك فقد شرع لنا سبحانه وسائل للإبتعاد عن الوقوع بسببها في الحرام ، وجعل لنا دواء بعد الوقوع كي لا نمضي في طريق الذنب ، غافلين تائهين ،  متتبعين لخطوات الشيطان والنفس الأمارة بالسوء .وأصل الخير والنجاة في ذلك مجاهدة النفس قبل الوقوع في الذنب ، والابتعاد عن كل ما يهيج العبد على المعصية ، أو يدفعه إليها ، أو يعينه عليها ، أو يزينها له حيث اننا  نحتاج في كل حين إلى أن نفر بديننا إلى الله -سبحانه وتعالي- نفر به من النفس الأمارة ، ومن رفقاء السوء ، ومن بيئة السوء ، نفر من عذاب الله ، إلى رحمته ورضوانه .فإذا ما وقعنا في الذنب ، فليس لنا من علاج سوى التوبة النصوح ، والأوبة إلى الله ، والعودة إليه ، عاجلا غير آجل ، قبل أن يدركنا الموت ، ونحن على تلك الحال ، أو تحوطنا المعصية ، ويحال بيننا وبين التوبة .



روى البخاري ومسلم ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : ( أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي .فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا ، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ .ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ ، اغْفِرْ لِي ذَنْبِي .فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا ، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ .ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ ، اغْفِرْ لِي ذَنْبِي .فَقَالَ : تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا ، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ؛ قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ ) .فهذا الحديث يدل علي رحمة الواسعة ولطفه بعبادة فلو تكرر الذنب مائة مرة أو ألف مرة أو أكثر ، وتاب في كل مرة قبلت توبته  ، وسقطت ذنوبه ولكن هذا لا يدل علي أن نعصي الله ونزيد في ارتكاب المعاصي وإنما هذا فهمًا خاطئًا لأن العبد إذا ذاق طعم التوبة وأستأنس بالتوبة وبقرب الله منه لن يذنب مرة أخرى.


وهذه بعض النصائح التطبيقية التي ستمنعك من الوقوع في هذا الذنب بإذن اله -تعالي -:حاول ألا تمكث وحدك كثيراً، ولا تطل الجلوس بدورة المياه، واجعل باب غرفتك مفتوحاً إن أمكن، ولا تدخل إلى سريرك إلا عند غلبة النوم، وأكثر من الذكر والاستغفار حتى تنام، وأشغل نفس بالنهار في أعمال مفيدة حتى ولو كانت مجهده عضلياً، فذلك أفضل، وإلا فمارس بعض الرياضات التي تستهلك مزيداً من طاقتك البدنية، ويمكنك أن تضع عند فراشك مسجل به بعض الأشرطة المفيدة، وعليك بالحرص على حضور بعض الفعاليات الدينية من محاضرات وندوات، وحفظ للقرآن الكريم ولو بمعدل عدة آيات يومياً، ويمكنك أن تضع لنفسك برنامجاً للحفظ اليومي، وابحث عن صحبة صالحة تقضي معها أوقات فراغك، واحرص علي ألا تفوت صلاة .


أحب أن أبشرك بأن حرصك على التوبة ومحاولتك التخلص من هذه المعصية، وتألمك لاستمرارها، كلها علامات خير ومبشرة بقرب التخلص منها إن شاء الله تعالى، وهذه من علامات الإيمان أن ترى صاحب المعصية يتململ كالمريض، ولا يهنأ له بال ولا يقر له قرار إلا بالإقلاع عن المعصية والتخلص منها، وما دامت عندك النية الصادقة والرغبة الأكيدة فتأكد من أنك وعما قريب سوف تتخلص منها بإذن الله -تعالى-.

ليست هناك تعليقات