التوبة من الذنوب والمعاصي

‘‘التوبة من الذنب المتكرر‘‘

‘‘التوبة الى الله من الكبائر‘‘

‘‘التوبة الى الله من كل الذنوب‘‘

‘‘الرجوع الى الله والتوبة الصادقة‘‘



إن العبد لا يدري متى أجله، ولا كم بقي من عمره، ومما يؤسف أن نجد من يسوّفون بالتوبة ويقولون: ليس هذا وقت التوبة، دعونا نتمتع بالحياة، وعندما نبلغ سن الكبر نتوب. إنها أهواء الشيطان، وإغراءات الدنيا الفانية، والشيطان يمني الإنسان ويعده بالخلد وهو لا يملك ذلك. فالحذر الحذر من الغفلة والتسويف وطول الأمل، فإنه لولا طول الأمل ما وقع إهمال أصلاً.


سارع أخي الحبيب الى التوبة، واحذر التسويف فإنه ذنب آخر يحتاج الى توبة، والتوبة واجبة على الفور، فتب قبل أن يحضر أجلك وينقطع أملك، فإنك لا تدري متى تنقضي أيامك، وتنقطع أنفاسك، تب قبل أن تتراكم الظلمة على قلبك حتى يصير رانًا فلا يقبل المحو، تب قبل أن يعاجلك المرض أو الموت فلا تجد مهلة للتوبة. انتهز هذه الفرصة العظيمة فرصة العمر التي لا ولن تتكرر وأحسن ظنك بالله -سبحانه وتعالي-.


إن الله تعالى دعا عباده جميعاً مؤمنهم وكافرهم الى التوبة، وأخبر أنه سبحانه يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب منها ورجع عنها مهما كثرت، ومهما عظمت، وإن كانت مثل زبد البحر، فقال سبحانه: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم) [الزمر:53] [فاطر: 6] ففي الآية نجد أن الله -عز وجل-الغني عن عباده يدعوهم إلى التوبة والرجوع إليه والمخاطب في الآية المسرفين على أنفسهم وليس المذنبين فقط.


بادر أخي إلى التوبة الصادقة وأبشر بالخير والعاقبة الحميدة والنجاة من النار وقبول التوبة إذا صدقت في ذلك. فعلى كل مسلمٍ المداومة على التوبة والإصرار على عدم إتباع أهواء الشيطان الذي لا يريد إلا هلاكه، أن يداوم على التوبة كلما وقع في الذَّنب والإثم والمعصية؛ فالله سبحانه وتعالى يُحبّ العبد الذي يُذنب ويتوب عن ذنبه. كلنا مذنبون... نقبل علي الله تارة ونعرض أخري، نراقب الله مرة، وتسيطر علينا الغفلة أخرى، لا نخلو من المعصية، ولا بد أن يقع منا الخطأ، فلست أنا وأنت بمعصومين (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) [رواه الترمذي وحسنه الألباني].


السهو والتقصير من طبع الإنسان، ومن رحمة الله بهذا الإنسان الضعيف أن يفتح له باب التوبة، وأمره بالإنابة إليه، والإقبال عليه، كلما غلبته الذنوب ولوثته المعاصي.. ولولا ذلك لوقع الإنسان في حرج شديد، وقصرت همته عن طلب التقرب من ربه، وانقطع رجاؤه من عفوه ومغفرته ولكن طالما أنك تحسن الظن بالله سيكون الله -سبحانه وتعالي- عند حسن ظنك به.


ليست هناك تعليقات